إیران تلکس - أثارت التطورات الأخيرة في قطاع غزة مخاوف عميقة لدى المراقبين والمناصرين للقضية الفلسطينية. وتشير التقارير الواردة إلى تصاعد الضغوط على سكان هذه المنطقة المحاصرة، مما جعل الظروف المعيشية أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
بناءً على تقارير عديدة، قام الكيان الصهيوني في خطوة غير مسبوقة بمنع دخول المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك المواد الغذائية والأدوية، إلى قطاع غزة لمدة عشرة أيام متتالية.
يأتي هذا الإجراء اللاإنساني في الوقت الذي يعاني فيه السكان المدنيون في غزة لسنوات من حصار خانق وقيود شديدة على الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة.
بالتزامن مع هذا الحصار، تشير التقارير إلى انقطاع مستمر للكهرباء وزيادة كبيرة في حدة القصف على مناطق مختلفة من غزة.
لم تسفر هذه الهجمات عن زيادة الخسائر البشرية فحسب، بل استهدفت أيضًا البنية التحتية الحيوية والمنازل السكنية، مما أدى إلى تفاقم الوضع بشكل كبير بالنسبة للسكان.
أحد الجوانب المثيرة للقلق في الوضع الراهن هو الزيادة الملحوظة في نشاط العناصر الاستخباراتية التابعة للكيان الصهيوني داخل قطاع غزة. بناءً على المعلومات الواردة، قامت هذه العناصر، مستغلة شبكات الاختراق، بتحديد دقيق للقادة العسكريين والسياسيين في فصائل المقاومة الفلسطينية، وخاصة في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
تبع ذلك، ورود تقارير عن تصاعد عمليات الاغتيال المستهدفة ضد العناصر النشطة والمؤيدة لفكر المقاومة.
تهدف هذه الاستراتيجية إلى إضعاف الهيكل القيادي لفصائل المقاومة وخلق جو من انعدام الأمن والشك بين مؤيديها.
تشير التحليلات إلى أن الكيان الصهيوني في المرحلة الراهنة لا يولي أولوية كبيرة للحفاظ على حياة أسراه في غزة، ويبدو أن المخاوف السابقة بشأن ردود الفعل السياسية والاجتماعية على المستوى الدولي قد تضاءلت إلى حد كبير. وقد أتاح هذا التحول في النهج حرية عمل كبيرة لهذا الكيان في تنفيذ سياساته.
وفي سياق استراتيجية منسقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تصاعدت الضغوط الشاملة على سكان غزة بهدف إجبارهم على ترك أراضيهم قسرًا وإخلاء قطاع غزة.
لقد أدت التداعيات الإنسانية للحصار طويل الأمد وتصاعد الهجمات العسكرية، وخاصة النقص الحاد في مياه الشرب النظيفة والغذاء الضروري وفقدان المأوى المناسب، إلى وضع العديد من سكان غزة على شفا كارثة إنسانية.
لسوء الحظ، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تشير بعض التقارير إلى أن عددًا من الأشخاص، بسبب اليأس والإحباط، يستعدون تدريجيًا لمغادرة غزة، الأمر الذي قد تكون له تداعيات خطيرة على مستقبل هذه المنطقة.
من ناحية أخرى، تشير التقييمات إلى أن جبهة الدعم اليمنية، لأسباب مختلفة، لم تتمكن من ممارسة ضغط فعال على الكيان الإسرائيلي كما كان متوقعًا.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التحليلات إلى أن الآمال في غزة بشأن الدعم الحاسم من مقاومة حزب الله اللبناني، وخاصة بعد الخسائر الأخيرة التي تكبدها الحزب، قد تضاءلت إلى حد ما.
كما أن التطورات والتحديات الداخلية في العراق أعاقت قيام هذا البلد بدور فعال ومؤثر في دعم غزة.
وفي هذه الأثناء، فإن دور ومستوى دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية يكتنفه بعض الغموض.
وقد وُصف الوضع في سوريا بأنه، بدلاً من أن يكون داعمًا، تحول إلى عامل لإضعاف المقاومة.
وقد تضافرت هذه العوامل مجتمعة لجعل الظروف الميدانية للشعب وفصائل المقاومة في قطاع غزة أكثر صعوبة وتعقيدًا من أي وقت مضى.
لقد وصل الوضع الراهن في قطاع غزة إلى نقطة حرجة تتطلب اهتمامًا فوريًا وعملاً فعالاً من المجتمع الدولي. فتصاعد الحصار والهجمات العسكرية والأنشطة الاستخباراتية وقيود الدعم الإقليمي، كلها عوامل تضافرت لجعل الظروف المعيشية لملايين الفلسطينيين القاطنين في هذه المنطقة صعبة للغاية.
الأمر المؤكد هو أن المنظمات الدولية والدول المؤثرة في المنطقة تتحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية جسيمة لحماية المدنيين ورفع الحصار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وإن تجاهل هذا الوضع المتدهور قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة وعواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.
وبينما يبقى الأمل في "المدد الإلهي" و"النصر من عند الله" سبحانه وتعالى وفرعون عصرنا هذا يحتاج الى عصى موسى عليه السلام.