الأربعاء 26 مارس 2025 - 01:19
رقم : 3828
إیران تلکس - تواجه السياسة الخارجية لأي بلد دائمًا صراعًا بين القيم العليا والواقع القائم. هذا الصراع، خاصة في الظروف الحرجة والمعقدة، يجعل اتخاذ القرار صعبًا على القادة السياسيين. مثال صارخ على هذا الصراع هو قبول الإمام الخميني(ره)، لقرار مجلس الأمن رقم 598 في عام 1988.
دروس من قبول قرار مجلس الأمن رقم 598
قبل أسبوعين من قبول القرار، أكد الإمام الخميني(ره) على استمرار المقاومة، واصفًا أي تردد في هذا المسار بالخيانة للإسلام ورسول الله (ص). في رسالته بتاريخ 13 يوليو 1988، دعا إلى حشد جميع إمكانيات البلاد لشن حرب شاملة ضد أمريكا وأذنابها، معتبرًا حياته فداءً لمقاتلي الإسلام.

ولكن في النهاية، أجبرت الحقائق الاقتصادية والاجتماعية للبلاد الإمام الخميني(ره) على قبول قرار لم يكن يرغب فيه على الإطلاق. الظروف الحربية وضغط العقوبات وضعت الاقتصاد الإيراني في وضع حرج، واستمرار الحرب كان سيفرض تكاليف باهظة على البلاد.

الآن، يجد النظام السياسي الإيراني نفسه في وضع مماثل. من ناحية، تؤكد القيم العليا للثورة الإسلامية ومبادئ السياسة الخارجية للبلاد على المقاومة ضد الضغوط الخارجية والحفاظ على الاستقلال ووحدة الأراضي. 

من ناحية أخرى، فإن الحقائق الاقتصادية والاجتماعية للبلاد تتطلب اتخاذ قرارات واقعية وتجنب المواجهة المباشرة مع القوى الكبرى.

في هذا السياق، النقطة الجديرة بالملاحظة هي موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من التفاوض مع أمريكا. 

لقد أعلنت إيران مرارًا وتكرارًا أنها لا تمانع في التفاوض، لكن أمريكا تسعى إلى مفاوضات تحول فيها إيران إلى دولة تتوافق مع رغباتها وهذا الأمر يجعل المفاوضات معقدة وصعبة.

ومع ذلك، يبدو أنه في النهاية لا مفر من اتخاذ قرارات صعبة واختيار مسارات أقل تكلفة. 

المواجهة المباشرة مع أمريكا، التي لا تملك أي معايير لحقوق الإنسان ولا خطوط حمراء في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ستفرض تكاليف باهظة.

ومن جهة أخرى نعرف تماما أن تكلفة المقاومة أقل بكثير من تكلفة الاستسلام.

الظاهر ادارة ترامب أخذ قرارها بالحرب او السلم والكل يفكر أنه في حال إيران ترفض الذهاب الى المفاوضات فهناك هجوم عسكري وحشي من أمريكا على ايران.

فيقول المصدر العسكري الايراني: القرار اتخذ في مجلس الامن القومي الايراني ووقع عليه الرئيس الايراني ووافق عليه قائد الثورة بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة كالتالي:

اي هجوم من قبل أمريكا على إيران والرد المباشر سيكون على الكيان المحتل وجميع القواعد الامريكية في المنطقة والقوات المسلحة الايرانية لهم اذن مسبق بذلك.
 
نأمل أن يكون السلام والحياة الكريمة مقدرين لهذا البلد وشعبه بعد فترات طويلة من الصعوبات.
https://www.irantelex.ir/ar/article/3828/
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني

أحدث العناوين
الأكثر قراءة